المعهد العالي للتكنولوجيا ببنها .... منتدى طلبة المعهد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المعهد العالي للتكنولوجيا ببنها .... منتدى طلبة المعهد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطريق الى الجنة

الطريق الى الجنة


عدد الرسائل : 138
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس) Empty
مُساهمةموضوع: الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس)   الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس) I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 29, 2008 2:07 pm

[center][i][b]

الصليبيون في عكا

بلغ صلاح الدين ان الافرنج قصدوا عكا ونزلوا عليها يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة 585هـ
فاتى عكا ودخلها بغتة لتقوى قلوب من بها و استدعى العساكر من كل ناحية فجاءته وكان
العدو بمقدار الفي فارس وثلاثين الف راجل ثم تكاثر الافرنج واستفحل امرهم واحاطوا بعكا
ومنعوا من يدخل اليها ويخرج وذلك يوم الخميس فضاق صدر السلطان لذلك ثم اجتهد في فتح
الطريق اليها لتستمر السابلة بالميرة والنجدة وشاور الامراء فاتفقوا على مضايقة العدو
لينفتح الطريق ففعلوا ذلك وانفتح الطريق وسلكه المسلمون ودخل السلطان عكا فاشرف على
امورها ثم جرى بين الفريقين مناوشات في عدة ايام وتاخر الناس الى تل العياضية وهو مشرف
على عكا وفي هذه المنزلة توفي الامير حسام الدين طمان وذلك ليلة نصف شعبان من سنة خمس
وثمانين وخمسمائة وكان من الشجعان.

قال ابن شداد سمعت السلطان ينشد وقد قيل له ان الوخم قد عظم بمرج عكا وان الموت قد فشا
في الطائفتين :

اقتلاني ومالكا واقتلا مالكا معي

يريد بذلك انه قد رضي ان يتلف اذا اتلف الله اعداءه، وهذا البيت له سبب يحتاج الى شرح
وذلك ان مالك بن الحارث المعروف بالاشتر النخعي كان من الشجعان والابطال المشهورين وهو
من خواص اصحاب علي بن ابي طالب رضي الله عنه تماسك في يوم معركة الجمل المشهورة هو
وعبد الله بن الزبير بن العوام وكان ايضا من الابطال وابن الزبير يومئذ مع خالته عائشة
ام المؤمنين وطلحة والزبير رضي الله عنهم اجمعين وكانوا يحاربون عليا رضي الله عنه
فلما تماسكا صار كل واحد منهما اذا قوي على صاحبه جعله تحته وركب صدره وفعلا ذلك مرارا
وابن الزبير ينشد :

اقتلاني ومالكا واقتلا مالكا معي

يريد الاشتر النخعي.

قال ابن شداد ثم ان الافرنج جاءهم الامداد من داخل البحر واستظهروا على الجيوش
الاسلامية بعكا وكان فيهم الامير سيف الدين علي بن احمد المعروف بالمشطوب الهكاري
والامير بهاء الدين قراقوش الخادم الصلاحي وضايقوهم اشد مضايقة الى ان غلبوا عن حفظ
البلد فلما كان يوم الجمعة سابع عشر جمادى الاخرة من سنة 587هـ خرج من عكا رجل عوام
ومعه كتب من المسلمين يذكرون حالهم وما هم فيه وانهم قد تيقنوا الهلاك ومتى اخذوا
البلد عنوة ضربت رقابهم وانهم صالحوا على ان يسلموا البلد وجميع ما فيه من الالات
والعدة والاسلحة والمراكب ومائتي الف دينار وخمسمائة اسير مجاهيل ومائة اسير معينين من
جهتهم وصليب الصلبوت على ان يخرجوا بانفسهم سالمين وما معهم من الاموال والاقمشة
المختصة بهم وزراريهم ونسائهم وضمنوا للمركيس لانه كان الواسطة في هذا الامر اربعة
الاف دينار ولما وقف السلطان على الكتب المشار اليها انكر ذلك انكارا عظيما وعظم عليه
هذا الامر وجمع اهل الراي من اكابر دولته وشاورهم فيما يصنع واضطربت اراؤه وتقسم فكره
وتشوش حاله وعزم على ان يكتب في تلك الليلة مع العوام وينكر عليهم المصالحة على هذا
الوجه وهو يتردد في هذا فلم يشعر الا وقد ارتفعت اعلام العدو وصلبانه وناره وشعاره على
سور البلد وذلك في ظهيرة يوم الجمعة سابع عشر جمادى الاخرة من السنة وصاح الافرنج صيحة
عظيمة واحدة وعظمت المصيبة على المسلمين واشتد حزنهم ووقع فيهم الصياح والعويل والبكاء
والنحيب.

ثم ذكر ابن شداد بعد هذا ان الافرنج خرجوا من عكا قاصدين عسقلان لياخذوها وساروا على
الساحل والسلطان وعساكره في قبالتهم الى ان وصلوا الى ارسوف فكان بينهما قتال عظيم
ونال المسلمين منه وهن شديد ثم ساروا على تلك الهيئة تتمة عشر منازل من مسيرهم من عكا
فاتى السلطان الرملة واتاه من اخبره بان القوم على عزم عمارة يافا وتقويتها بالرجال
والعدد والالات فاحضر السلطان ارباب مشورته وشاورهم في امر عسقلان وهل الصواب خرابها
ام بقاؤها فاتفقت اراؤهم ان يبقى الملك العادل في قبالة العدو ويتوجه هو بنفسه ويخربها
خوفا من ان يصل العدو اليها ويستولي عليها وهي عامرة وياخذ بها القدس وتنقطع بها طريق
مصر وامتنع العسكر من الدخول وخافوا مما جرى على المسلمين بعكا وراوا ان حفظ القدس
اولى فتعين خرابها من عدة جهات وكان هذا الاجتماع يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة سبع
وثمانين وخمسمائة فسار اليها فجر الاربعاء ثامن عشر الشهر قال ابن شداد وتحدث معي في
معنى خرابها بعد ان تحدث مع ولده الملك الافضل في امرها ايضا ثم قال لان افقد ولدي
جميعهم احب الي من ان اهدم منها حجرا ولكن اذا قضى الله تعالى ذلك وكان فيه مصلحة
للمسلمين فما الحيلة في ذلك قال ولما اتفق الراي على خرابها اوقع الله تعالى في نفسه
ذلك وان المصلحة فيه لعجز المسلمين عن حفظها وشرع في خرابها فجر يوم الخميس التاسع عشر
من شعبان من السنة وقسم السور على الناس وجعل لكل امير وطائفة من العسكر بدنة معلومة
وبرجا معينا يخربونه ودخل الناس البلد ووقع فيهم الضجيج والبكاء وكان بلدا خفيفا على
القلب محكم الاسوار عظيم البناء مرغوبا في سكنه فلحق الناس على خرابه حزن عظيم وعظم
عويل اهل البلد عليه لفراق اوطانهم وشرعوا في بيع ما لا يقدرون على حمله فباعوا ما
يساوي عشرة دراهم بدرهم واحد وباعوا اثني عشر طير دجاج بدرهم واحد واختبط البلد وخرج
الناس باهلهم واولادهم الى المخيم وتشتتوا فذهب قوم منهم الى مصر وقوم الى الشام وجرت
عليهم امور عظيمة واجتهد السلطان واولاده في خراب البلد كي لا يسمع العدو فيسرع اليه
ولا يمكن من خرابه وبات الناس على اصعب حال واشد تعب مما قاسوه في خرابها وفي تلك
الليلة وصل من جانب الملك العادل من اخبر ان الافرنج تحدثوا معه في الصلح وطلبوا جميع
البلاد الساحلية فراى السلطان ان ذلك مصلحة لما علم من نفس الناس من الضجر من القتال
وكثرة ما عليهم من الديون وكتب اليه ياذن له في ذلك وفوض الامر الى رايه واصبح يوم
الجمعة العشرين من شعبان وهو مصر على الخراب واستعمل الناس عليه وحثهم على العجلة فيه
واباحهم ما في الهري الذي كان مدخرا للميرة خوفا من هجوم الافرنج والعجز عن نقله وامر
باحراق البلد فاضرمت النيران في بيوته وكان سورها عظيما ولم يزل الخراب يعمل في البلد
الى نهاية شعبان من السنة واصبح يوم الاثنين مستهل شهر رمضان امر ولده الملك الافضل ان
يباشر ذلك بنفسه وخواصه ولقد رايته يحمل الخشب بنفسه لاجل الاحراق، وفي يوم الاربعاء
ثالث شهر رمضان اتى الرملة ثم خرج الى اللد واشرف عليها وامر بخرابها وخراب قلعة
الرملة ففعل ذلك وفي يوم السبت ثالث عشر شهر رمضان تاخر السلطان بالعسكر الى جهة الجبل
ليتمكن الناس من تسيير دوابهم لاحضار ما يحتاجون اليه ودار السلطان حول النطرون وهي
قلعة منيعة فامر بتخريبها وشرع الناس في ذلك.



-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطريق الى الجنة

الطريق الى الجنة


عدد الرسائل : 138
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس)   الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس) I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 29, 2008 2:08 pm

-------------------------------------------------------------------------------

الصلح مع الصليبيين

ثم ذكر ابن شداد بعد هذا ان الانكتار وهو من اكابر ملوك الافرنج سير رسوله الى الملك
العادل يطلب الاجتماع به فاجابه الى ذلك واجتمعا يوم الجمعة ثامن عشر شوال من السنة
وتحادثا معظم ذلك النهار وانفصلا عن مودة اكيدة والتمس الانكتار من العادل ان يسال
السلطان ان يجتمع به فذكر العادل ذلك للسلطان فاستشار اكابر دولته في ذلك ووقع الاتفاق
على انه اذا جرى الصلح بيننا يكون الاجتماع بعد ذلك ثم وصل رسول الانكتار وقال ان
الملك يقول اني احب صداقتك ومودتك وانت تذكر انك اعطيت هذه البلاد الساحلية لاخيك
فاريد ان تكون حكما بيني وبينه وتقسم البلاد بيني وبينه ولا بد ان يكون لنا علقة
بالقدس واطال الحديث في ذلك فاجابه السلطان بوعد جميل واذن له في العود في الحال وتاثر
لذلك تاثرا عظيما قال ابن شداد وبعد انفصال الرسول قال لي السلطان متى صالحناهم لم
تؤمن غائلتهم ولو حدث بي حادث الموت ما كانت تجتمع هذه العساكر وتقوى الافرنج والمصلحة
ان لا نزول عن الجهاد حتى نخرجهم من الساحل او ياتينا الموت هذا كان رايه وانما غلب
على الصلح.

قال ابن شداد ثم ترددت الرسل بينهم في الصلح و تم الصلح بينهم يوم الاربعاء الثاني
والعشرين من شعبان سنة 588هـ ونادى المنادي بانتظام الصلح وان البلاد الاسلامية
والنصرانية واحدة في الامن والمسالمة فمن شاء من كل طائفة يتردد الى بلاد الطائفة
الاخرى من غير خوف ولا محذور وكان يوما مشهودا نال الطائفتين فيه من المسرة ما لا
يعلمه الا الله تعالى وقد علم الله تعالى ان الصلح لم يكن عن مرضاته وايثاره ولكنه راى
المصلحة في الصلح لسامة العسكر ومظاهرتهم بالمخالفة وكان مصلحة في علم الله تعالى فانه
اتفقت وفاته بعد الصلح فلو اتفق ذلك في اثناء وقعاته كان الاسلام على خطر.

ثم اعطى للعساكر الواردة عليه من البلاد البعيدة برسم النجدة دستورا فساروا عنه وعزم
على الحج لما فرغ باله من هذه الجهة وتردد المسلمون الى بلادهم وجاءوا هم الى بلاد
المسلمين وحملت البضائع والمتاجر الى البلاد وحضر منهم خلق كثير لزيارة القدس.



--------------------------------------------------------------------------------

اواخر ايامه

بعد الصلح سنة 588هـ توجه السلطان الى القدس ليتفقد احوالها وتوجه اخوه الملك العادل
الى الكرك وابنه الملك الظاهر الى حلب وابنه الافضل الى دمشق واقام السلطان بالقدس
يقطع الناس ويعطيهم دستورا ويتاهب للمسير الى الديار المصرية وانقطع شوقه عن الحج ولم
يزل كذلك الى ان صح عنده مسير مركب الانكتار متوجها الى بلاده في مستهل شوال فعند ذلك
قوي عزمه ان يدخل الساحل جريدة يتفقد القلاع البحرية الى بانياس ويدخل دمشق ويقيم بها
اياما قلائل ويعود الى القدس ومنه الى الديار المصرية.

قال ابن شداد: وامرني صلاح الدين بالمقام في القدس الى حين عوده لعمارة مارستان انشاه
به وتكميل المدرسة التي انشاها فيه وسار منه ضاحي نهار الخميس السادس من شوال سنة ثمان
وثمانين وخمسمائة ولما فرغ من افتقاد احوال القلاع وازاحة خللها دخل دمشق بكرة
الاربعاء سادس عشر شوال وفيها اولاده الملك الافضل والملك الظاهر والملك الظافر مظفر
الدين الخضر المعروف بالمشعر واولاده الصغار وكان يحب البلد ويؤثر الاقامة فيه على
سائر البلاد وجلس للناس في بكرة يوم الخميس السابع والعشرين منه وحضروا عندهم وبلوا
شوقهم منه وانشده الشعراء ولم يتخلف احد عنه من الخواص والعوام واقام ينشر جناح عدله
ويهطل سحاب انعامه وفضله ويكشف مظالم الرعايا فلما كان يوم الاثنين مستهل ذي القعدة
عمل الملك الافضل دعوة للملك الظاهر لانه لما وصل الى دمشق وبلغه حركة السلطان اقام
بها ليتملى بالنظر اليه ثانيا وكان نفسه كانت قد احست بدنو اجله فودعه في تلك الدفعة
مرارا متعددة ولما عمل الملك الافضل الدعوة اظهر فيها من الهمم العالية ما يليق بهمته
وكانه اراد بذلك مجازاته ما خدمه به حين وصل الى بلده وحضر الدعوة المذكورة ارباب
الدنيا والاخرة وسال السلطان الحضور فحضر جبرا لقلبه وكان يوما مشهودا على ما بلغني.

ولما تصفح الملك العادل احوال الكرك واصلح ما قصد اصلاحه فيه سار قاصدا الى البلاد
الفراتية فوصل الى دمشق في يوم الاربعاء سابع عشر ذي القعدة وخرج السلطان الى لقائه
واقام يتصيد حوالي غباغب الى الكسوة حتى لقيه وسارا جميعا يتصيدان وكان دخولهما الى
دمشق اخر نهار يوم الاحد حادي عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين واقام السلطان بدمشق
يتصيد هو واخوه واولاده ويتفرجون في اراضي دمشق ومواطن الصبا وكانه وجد راحة مما كان
به من ملازمة التعب والنصب وسهر الليل وكان ذلك كالوداع لاولاده ومراتع نزهه ونسي عزمه
الى مصر وعرضت له امور اخر وعزمات غير ما تقدم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الخامس)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الى كل محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الاول)
» الى كل محبي صلاح الدين الايوبي(الجزء الثالث)
» الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الرابع)
» الى محبي صلاح الدين الايوبي (الجزء الأخير)
» الى كل محبي صلاح الدين الأيوبي(الجزء الثاني)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعهد العالي للتكنولوجيا ببنها .... منتدى طلبة المعهد :: المنتدى الإسلامى :: منتدى القصص الإسلامى-
انتقل الى: